أبا سعد السلام عليكم ورحمة الله فكم أنت تضرب على أوتار القلب فتحدث في النفس الحنين على الماضي الذي طالما افتقده أبناءنا في هذا الزمن المعاصر حتى أصبحنا نحتاج دائما لمن يذكرنا بها من حين الى آخر فلقد كانت معضم المواقف تشبهها وإن كانت قد تزيد وتنقص عند البعض فلقد ذكرتني بكسرة الخبزة وهي في الخبا ( بديلا عن الشنطة ـ الحقيبة ) أو قرص الملعقة الذي كان يلتصق بالدفاتر والكتب خصوصا إذا أدخل وهو حار ( ساخن ) وهذا في المرحلة الابتدائية ، وقد ذكرت موقف لي في المدرسة المتوسطة وهو أول يوم أسجل فيها الملف فبعد تسجيلي في ذلك اليوم بدأت الدراسة مباشرة وفي الفسحة أشار بعض زملاء الدراسة بأن نشرد ( نهرب )من المدرسة ففعلا ألقينا الشنط من البداية ( الشباك ) وما كنت أظن أحدا يعلم عني خصوصا أنه أول يوم أسجل ولكن في اليوم الثاني ناداني مراقب المدرسة الشيخ ( أحمد غرامة ) إمام الجامع الكبير في السوق الأسفل وقد تقاعد من المسجد الآن وأعطاني عدة ضربات بالخيزران بعدها أستمريت في المدرسة طيلة سنوات الدراسة حتى تخرجت ولم أفكر بالهروب فكان له الفضل علي بعد الله في عدم الهروب من المدرسة والإستمرار . إنها ذكريات جالت بالنفس وأنت أبا سعد صاحب الفضل بعد الله فيها ولو جلس أحدنا أيام وليالي يدون لضاق به الوقت وكلت منه اليد .
__________________
دع الأيام تفعل مـا تشـــاء وطب نفسا إذاحكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاء
***
وكنرجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفـاء