ان مقولة : الاختلاف لا يفسد للود قضية ليست مضطردة فلا يكاد ينشأ اختلاف بين جماعة من الناس قلوا او كثروا الا صدرت عنه نفوسهم متغيره من جراء ذلك الاختلاف الا من رحم ربي .
والاختلاف امر قدري وليس مطلبا في ذاته ولا امرالشرع به ، فالله هو الذي قدرهذا الاختلاف وامر سبحانه بضده قال جلا و علا ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذالك خلقهم ) اي لم يخلقهم على صفة واحدة كالملائكة بل ليكون منهم الكافر والمؤمن والبر والفاجر والمنقاد لامرالشرع والمخاصم فيه ويبقى من رحم ربي ممن تجرد للحق وقبله دون ادنى مكابرة وهذا هوالقدري ، اما ضده فهو قوله تعالى ( .. ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) اي ولا تختلفوا فتتفرق كلمتكم وتختلف قلوبكم وهذا هو الذي امر به سبحانه وهو ضد الاختلاف والله اعلم.