![]() |
#10 |
مشرفة ورقآت أدبية
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشاركات: 2,036
|
![]() حصلت تطورات في حكاية صاحبتنا هدى .. هدى الاسم الحركي لرجل لا لامرأة ، قالته علياء ذات يوم والتصق بصاحبه ، كانت للمرة الأولى تحكي لي عن خال صديقتها الذي يود الارتباط بها ، ثم اتفقنا أن تكمل الحكاية لي على الهاتف . في الليل وأثناء المكالمة صارت تشير إليه بصيفة الغائب ففهمت أن هناك أحداً بجوارها وهي تكلمني ، آثرت أن أشاكسها فافتعلت غباء فريداً وأنا أسألها من تقصد حين تتكلم بشكل مبهم ؟ ( كانت تخبرني أنه في الديرة بعد غيبة ست سنين ) وحين أرهقتها قالت : صاحبتنا هدى ، ساعتها ضحكت بقوة ، وغضبت هي ، لكننا صرنا دوماً حين نتحدث عنه ( بحضور أحد أو وحدنا ) نتحدث عن هدى . - بشري ماذا حصل ؟ - بنت أخته كلمتني اليوم ( وهي من فترة طويلة ما اتصلت ) سلَّمت وتكلمت في أمور عامة كثيرة ، وذكرت عرضاً أن خالها هنا ، ولم تنس سؤالي إن كنت قد تزوجت أو على وشك ذلك . - يريد أن يتقدم ، ويفضل أن يكون واثقاً قبل أن يفعلها ، هل يعني هذا أني سأراك زوجة قريباً ؟ - وسمية أشم في كلامك رائحة رضا بالموضوع ، وأعرفك دوماً ناقمة على مؤسسة الزواج !! - أنا أكره المرأة التي تتزوج فيمتص الرجل روحها ، أكره المرأة التي تصبح بعد الزواج شبح امرأة ، كائناً صالحاً للإنجاب والمعاشرة فقط ، ألا تلاحظين أن بريقاً في أعين بناتنا ينطفي بمجرد الزواج . - أنت قلتها من قبل ؛ الزواج عندهن هدف في حد ذاته فإذا تحقق صار من الصعب خلق واحد جديد . - وهذا ما يجعلني أنقم على الزواج ، ولكني أحسب أنك مختلفة حتى في هذا ، وأنك ستستطيعين أن تظلي كما أنت جميلة كيوم عرفتك ، بروح خضراء ، وقدرة على الحُلم . - إن شاء الله . لا أدري لم أحسست في كلمتها هذه شيئاً من خوف ، تجاهلته وباركت لها ، قالت : لم يحصل شيء بعد . - سيحصل غداً ، ألن يكون ردك الموافقة ؟ - لا أعرف ، ومع أني تحدثت معك طويلاً في الموضوع إلا أني لست واثقة من مشاعري تجاه هذا الرجل . - لكني واثقة من مشاعري أنا ، منذ المرة الأولى التي تحدثت فيها عنه كان واضحاً أنه يعني لك الكثير . - وسمية أنت تعرفين ..أنا أحببت فكرة أن رجلاً مشدود إلي ، وأنه ظل كل هذه السنوات ( كما تروي ابنة أخته ) ينتظر فرصة مناسبة ليتقدم لي ، لكن هل هذا كاف لأرتبط به ؟ أعرف أن كلامها وجيه جداً ، لذا تعقلت أكثر وأنا أقول : ألا تعرفين عنه شيئاً يجعلك تقررين بقناعة الموافقة أو..؟ - أعرف رقم جواله . تقولها وتضحك ، فأبادرها أنا : جميل جداً ، أعطني إياه لنتأكد من أخلاقه قبل كل شيء . - هل أنا مجنونة لأفعل ؟! ما زلت أذكر ما فعلت مع نواف ، ولن يكون هذا التالي . ----------------------------------------------------- - استرخي ثم عودي للخلف ..سيري رجوعاً لبيتكم القديم ..بحثاً عن البداية..بحثاً عن الأساس.. على أريكتها / في طريقي كانت صور كثيرة تصطف على الجانبين كلافتات إرشادية .. بعضٌ كثيرٌ من أخطاء أمي التي ظننتُ أني نسيتها : ضربها ، تفضيلها ريماً عليّ،كل كلمة قالتها لي في طفولتي فأوجعتني . أعود مروراً بحديقة البلدية فالسوق..عبر دهاليز حينا القديم وصولاً لبيتنا ، وكما أوصتْ الدكتورة أصغُرُ في كل خطوة . وصلتُ باب بيتنا الخشبي الكبير. استقبلتني نقوشه مهللة ، لكني فوجئتُ إذ لم أقف عنده..ركضتُ . تجاوزتُه ..ظننت أني سأذهب لبيت أخوالي لكني قبل منعطف المحكمة اتجهت يميناً في خط مستقيم حتى تراءت لي بيوت أعمام أمي . تطل من خلفها عمامة النخيل المسودّة .. وقفت مع صغارٍ مثلي نلعب . اثنتان من البنات تتحرشان بي ، تسبانني فأسبهما ..تضرباني و أحاول جهدي .. من وراء أحد الجدران تبزغ أمي يسبقها صغير ما أذكر شكله يشير لي بسبابته " ها هي " أفرح بمرآها ..استمد منها قوة ..تكاد ترجح كفتي بعد أن مرغت البنتان وجهي في الرمل .. تشدني بيدي لتبعدني فأفهم أنها لن تنتصر لي ، لا أطاوعها ..تحاول مرة أخرى ثم تشدني بشعري . البنتان تبتعدان .. تتفرجان..يستمر غضبي فأصرخ ..أتفلّت..تضربني أمامهما وأمام كل المتفرجين ، تضحكان ، ويستمر ضحكهما في أذني حتى نصل المنـزل ، ويظل يخمش أذني في فراشي حتى أنام . أنهض مثقلة بوجع الضرب ووجع السخرية ، مثقلة بروح سوداء تكره أمي.. الدكتورة تمسح رأسي ، تضع يدها على صدري الذي تنتفض فيه عبرات طفلة : عليك أن تتطهري من هذا كله الآن . - كيف ؟ تعيدني للمكان ، أعيش الحادثة كاملة حتى الضرب وآلامه ، رائحة الغبار في أنفي وهن يفركن وجهي في الأرض .. صوت أمي المتسائل : أين هي ؟ فرحتي ، ثم غضبي وهي تنتزعني من المكان دون أن تضربهن ، مقاومتي ، ألم رأسي وهي تشد ضفائري . تتوتر عضلات وجهي ، أريد أن أصرخ ، فتشجعني الدكتورة ، أصرخ ، وأصرخ ، وحين يخفت صوتي قليلاً تضع منديلاً في يدي . - بهذا المنديل الذي تقبضين عليه في يدك امسحي الشاشة التي عليها المشهد حتى تنظف تماماً . يروعني الأحمر الكثير الذي يسيل من المنديل ، أعرف أنه كما قالت الدكتورة غضب ، أحاول ألا يجعلني منظره أفقد استرخائي ،ويأتي صوتها سنداً :تحت أقدامك الآن أرضٌ مروية بالماء وخصبة . هل تحسين برودتها في رجليك ؟ أومئ برأسي فتكمل : احفري حفرة صغيرة ، وادفني المنديل فيها ، ثم امضي . -----------------------------------------------------
__________________
![]() |
![]() |
![]() |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 زائر) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|