بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدِ ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في أسمائه وصفاته وربوبيته وعلاه ، شهادة أدخرها ليوم لقاه ، وأثّني بالصلاة على من بعثه الله رحمة للعالمين ، فصلاة ربي عليه صلاة تامة أبدا عدد ما خلق وما سيخلق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،
أما بعد فإن خير الكلام ، كلام الله جل شأنه ، وخير الهدي هدى محمد صلوات ربي عليه وسلامه أما بعد :
يقول الله سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
ويقول صلوات الله وسلامه عليه : (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر)
وتفسير الحديث هو : الآية العلامة , وإفراد الآية إما على إرادة الجنس , أو أن العلامة إنما تحصل باجتماع الثلاث,
ووجه الاقتصار على هذه العلامات الثلاث أنها منبهة على ما عداها , إذ أصل الديانة منحصر في ثلاث : القول , والفعل , والنية . فنبه على فساد القول بالكذب , وعلى فساد الفعل بالخيانة , وعلى فساد النية بالخلف ; لأن خلف الوعد لا يقدح إلا إذا كان العزم عليه مقارنا للوعد , أما لو كان عازما ثم عرض له مانع أو بدا له رأي فهذا لم توجد منه صورة النفاق , قاله الغزالي في الإحياء . وفي الطبراني في حديث طويل ما يشهد له , ففيه من حديث سلمان " إذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف " وكذا قال في باقي الخصال , وإسناده لا بأس به ليس فيهم من أجمع على تركه , وهو عند أبي داود والترمذي من حديث زيد بن أرقم مختصر بلفظ " إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له فلم يف فلا إثم عليه .
أحببت أن أضع هذه المقدمة بين يديكم لا لأخبركم بما لدي من علم لا والله ( فأنا مثل الكثير ثقافتنا إنترنيتيه). وإنما لأستفيد أنا قبلكم . فأنا مثل لاعب الكرة الذي يركلها إلى الحائط لترتَدَّ له فأنا أقول الكلام لكم علّ بعضه يقر في قلبي .
ولأبدأ الحديث دون مواربة ( وبلهجة محليه بعض الأحيان) : في الصيف العام الماضي خرجنا في الأجازة الصيفية إلى الديرة.... ولكم الله أنني أعد الأيام حتى تجيء العطلة ، لبقية شيبان وكهيل لنا هناك نسعد بقربهم ( وإن كنّا نزرق لهم بعض الأيام !!! ولا مانع من زرقة المذكور ) ولكن يومين أو أكثر وحتى عطلة عيد لا تغنيني عن الإجازه الصيفية لأسباب منها :
أولا : أن المسافرين يتجمعون في هذه الإجازة في الديرة . فتجد رفاق الصبا الذين باعدت بينك وبينهم الأيام والأماكن .
ثانياً : أن الأولاد يكونون في فراغ كامل في الأجازه ويحبون الديرة مثلي وأكثر ( قبل يومين دخلت على أحد الأبناء وهو يرسم وبفضول طلبت منه أن يريني ما رسمه تصورا أنه كان يرسم الديره بجبالها وشجرها وحصونها وملعب الصغار ، لا أخفيكم لقد شعرت بحزن الله به عليم فقلت له : تحب الديره ؟ قال : طبعاً أحبها ففيها تلاقيت مع أبناء عمي وعماتي ولعبنا كثيراً . فقلت له : هل هذه السنه أحلى أم السنة الماضيه ؟ فأجاب : بل هذه السنة أحلى فلقد كان لنا ملعبنا ، فقلت له هل تعرفت على أحد من أبناء القرية ؟ قال نعم تعرفت على فلان وفلان وفلان ومضى يعدد أصدقاء جدد تعرف عليهم)
ثالثا : أن أبناء القرية جميعاً على خلق وأدب لا أخشى من اختلاط الأبناء بهم والتعرف عليهم.
رابعا : أننا في قرية واحدة من القرنين (حيث أسكن ) إلى الدار إخوة متحابين لم تفرق بيننا يوما عادات طبقية ، حتى وإن اختلفت حرفنا فكل واحد منا يكمل الآخر . الحريق في البيوت تطفئه القربه والساقط في البير يخرجه الحبل .
والآن أصبح لدينا منتدى ومهرجان وبدأت قطاف الخير تنهال والكلمة تتحد والدليل على ذلك ليالي الخيمة الثقافية ، ومقترحات أهل الرأي في القرية وعلى رأسهم عريفة القرية ، و الحفل الختامي الذي أشاد به القريب والبعيد لولا أن المكان ماكان بالمهيأ تهيئة تليق بالحفل ( لا أقلل من جهد الإخوان ) فحتى حضوري أنا كان شرفياً ، ولكن لكم مني وعدا صادقاً أن:
أولاً : أتبرع بملغ ثلاثة آلاف ريال 3000 وسأضعها في الحساب الذي تحددونه .
ثانياً : أن أعمل بيدي في العام القدم معكم إن عشت .
أما ولدي فأقول له : إذا رسمت المهرجان فأرسم أبوك حتى تذكره بوعده الذي قطعه . وعندما تكبر ضع يدك في أيديهم . وأدع على من يكيد لهم .
أمّا بساس الغدره الذين يسعون بجد لإبراز عيوب لا تراها إلا أعينهم التي تشبه عيون الذباب وأنتم تعرفون عيون الذباب أين تقوده فأقول لهم :
مما يزهدنـي في أرض أندلسٍٍ ..... ألقاب معتضـد فيها ومعتمـدِ
ألقاب مملكة في غير موضعها ..... كالقط يحكي انتفاخا صولة الأسدِ